- كين 2011عضو نشيط
عدد المساهمات : 955
السٌّمعَة : 70
المهد الصغير
الإثنين 16 مايو 2011, 22:03
جلست تناغي طفلها الراقد في مهده الصغير, غنت له أغنية كانت تسمعها من أمها عندما كانت تهدهد أختها الصغرى , سرحت في وجهه البريء و هو مستلق, كم تنطق روحه البريئة بأحلام كثيرة, أحلام المستقبل الذي لا يعرف و لا تعرف عنه شيئا. سرحت , بعد عدة شهور سيكون طفلا مزعجا, سيستنهك قواها و هي تركض خلفه هنا و هناك, و هي تركض تكون تستعيد لحظات طفولتها التي أبعدت في الزمان الغابر, سيوقظ ذكريات قد نامت بخلجات نفسها من عدة سنين. بعدها سيبدأ بالكلام, سينطق بأحلى و أرق كلمة أمي سمعتها من أي طفل في الدنيا, ستخرج متلعثمة من فمه الصغير و لكنها ستمتلك جميع جوارحها ـ
. سيأتي إليها شاكيا باكيا و ستضمه إلى صدرها الحنون لترويه من حنانها و لتحميه من أي مكروه يصيبه. تخاله جوهرة تمشي على الأرض, قطعة من قلبها تتحرك أمامها. هكذا كانت تفكر. سيأتي اليوم الذي ستذهب به إلى المدرسة, سيفارقها باكيا في البداية و لكنها عندما تودعه بقبلة على خده سيركض بعدها فرحا إلى دراسته. و عندما يعود من مدرسته سيريها فرحا ما تعلم و يعلمها كأنه قد ختم العلم كله. ـ
سيتفوق في دراسته, و سيأتي أخر العام بشهادة ترفع رأسها عاليا و هي تحصد مجهود تحملها و جلوسها معه عندما يستعد للامتحانات. سيكبر, يصبح مراهقا, ستخاف عليه من كل من يحوم حوله ليفسد ما غرسته فيه من مبادئ و أخلاق, لكنها في نفس الوقت ستعامله بذكاء, ستسمح له أن يفكر قبل أن يقدم على أي عمل و هكذا ستطمئن عليه حتى و إن ابتعد عنها, و ستنجح في ذلك , و ستفخر به أنه ظل ذلك الولد الناضج طيلة فترة مراهقته. سيجتاز المرحلة بأمان , و لكنه بعدها سيتحول إلى ذلك الشاب الفيلسوف, سيأتي إلى المنزل يحاول أن يقنع عقلها القديم بأفكار جديدة و غربية , تحاول أن تجاريه النقاش و لكنهه سيطغى على عقلها البسيط و سيقنعها بأفكاره الجديدة. ـ
سيأتي اليوم الذي ستفخر به أمام جميع أترابها. اليوم الذي يحدد مصير حياته الباقية, اليوم الذي يثبت فيه انه يهتم بمستقبله قبل كل شيء , يوم حصوله على نتائج الثانوية العامة و هو يركض فرحا و قد أصبح أحد الأوائل, عندها ستذرف دمعة فرح و هي تراه يكرم أمام الجميع. ـ
بعدها سيغدو محتارا فيما يعمل, هل يدرس هنا في وطنه بجانبها أم يختار أن يبتعث للخارج حتى ينهل المزيد من علوم الحياة؟ فكر مليا و قرر أن يدرس الهندسة في الخارج حتى يكتسب خبرة اكثر في الحياة, يؤلمها اختياره , فهو سيفترق عنها لأول مرة , و لأول مرة ستشعر أن مصلحته هي في الابتعاد عنها , ستشجعه على اختياره مع أن قلبها يتقطع ألما. ـ
يأتي اليوم الذي يحتم عليها أن تودعه, تبكي بحرقة , لكنه يضمها إلى صدره مؤكدا أنه سيكون على ما يرام و انه أصبح رجلا و سيعتمد على نفسه. قبل سفره تقوم بتوصيته على نفسه, تقوم بترتيب حقيبته لتتأكد انه قد اعد كل ما يحتاجه, يبتسم و هو يراها مضطربة اكثر منه و كأنها من سيسافر. يأتي اليوم الذي ستفارقه فيه لأول مرة , تغرورق عينيها بالدموع,فكيف ترى قطعة من قلبها تسافر بعيدا عنها , يضمها إلى صدره مؤكدا أن السنوات و الأيام ستمر بسرعة و لن تشعر بفراقه. ـ
سافر, و يتصل بها لأول مرة من الخارج, تبكي و هي تؤكد له أنها على ما يرام , و هي قادرة على فراقه و لكن عليه أن يجتهد حتى يعود ناجحا. تمر السنوات , يكمل سنوات الغربة و يعود و قد حاز على نتائج مرضية, فخرت به عاليا للمرة الثانية و خاصة بعد أن حصل على وظيفة ممتازة. ـ
حان الوقت أن يرتبط بمن اختارها قلبه و عقله, يخبر أمه , تتحرك بداخلها عوامل الغيرة و الفضول , فمن هذه المرأة التي ستشاركها قلب ولدها, من هذه التي أتت فجأة لتحتل مساحة من القلب الذي كانت تسكنه وحدها , و لكنها تذهب لتخطبها و بالفعل تقع هي أيضا في حب الفتاة الطيبة التي اختارها ابنها. ـ
يقرر أن ينتقل إلى منزله الجديد, يظل يحايلها أن تنتقل معه, لكنها تأبى أن تترك منزلها العتيق و تبارك لأبنها بيته الجديد , و هكذا مرت السنوات و عادت و حيدة في منزلها. مضت تسرح و تبحر في أفكارها إلى أن أيقظتها هزة طفلها في مهده الصغير, و ابتسمت عندما فتح صغيرها عينيه و هي ترى مستقبلا واسعا أمامه. ـ
من بحور اختياري
- الجميلعضو
عدد المساهمات : 27
السٌّمعَة : 1
رد: المهد الصغير
الثلاثاء 05 يوليو 2011, 13:43
بسم الله الرحم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير
القصة اعجبتني
شكرا لك
لك تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير
القصة اعجبتني
شكرا لك
لك تحياتي
- قناصهعضو محترف
عدد المساهمات : 8088
السٌّمعَة : 11
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
الأربعاء 02 مايو 2012, 07:34
صباح الخير
يعطيك ربي الف عافية على القصة
يعطيك ربي الف عافية على القصة
- عاشقة الصداقةنجمُ ترى
عدد المساهمات : 10035
السٌّمعَة : 5
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
الخميس 03 مايو 2012, 01:37
شكرا بارك الله في الي يصلي على الرسول
- عاشقة الصداقةنجمُ ترى
عدد المساهمات : 10035
السٌّمعَة : 5
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
الجمعة 04 مايو 2012, 17:29
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالتوفيق
اللهم صلى على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالتوفيق
- عاشقة الصداقةنجمُ ترى
عدد المساهمات : 10035
السٌّمعَة : 5
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
السبت 19 مايو 2012, 21:57
يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
وكل الشكر والتقدير لكـ ..
ولاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن ابدآعك..
بآنتظار جديدك المتميز
دمت بسعآدهـ
وكل الشكر والتقدير لكـ ..
ولاحرمنا منك ..آبدآ..ولآمن ابدآعك..
بآنتظار جديدك المتميز
دمت بسعآدهـ
- عاشقة الصداقةنجمُ ترى
عدد المساهمات : 10035
السٌّمعَة : 5
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
الثلاثاء 22 مايو 2012, 08:45
:35g():
- عاشقة الصداقةنجمُ ترى
عدد المساهمات : 10035
السٌّمعَة : 5
الأوسمة :
رد: المهد الصغير
الأحد 27 مايو 2012, 21:16
صلو على النبي