ثقافة كتم المعرفة واحتكارها

أسعد الله أيامكم وأوقاتكم بكل خير وهناء وسعادة


ثقافة كتم المعرفة واحتكارها


في ثقافتنا التطبيقية الشفوية الاجتماعية يطلبون منا الصمت وعدم الإدلاء بكل ما نعرف، 
وهذا لهدفين على الأقل: الأول حتى يبقى معظم الناس جهلاء بخصوص الموضوع او 
المعرفة التي نريد نشرها.. الثاني وهو نتاج الأول وهو أن يحتكر المعلومة شخص واحد 
او مجموعة اشخاص، ليستغلوها لصالحهم كلما لزم ذلك او كان ممكنا.. 
بعضهم سمعني أتحدث في الملإ بمعلومات جديدة، فأتاني مسرعا بعد انتهائي من الحديث 
وقال لي بالحرف الواحد: هذه المعلومات لا تنشرها هكذا على الملإ، واذا كان من اللازم 
او الضروري ان تفعل ذلك، فاخبرني بها انا اولا قبل ان تخبر بها اي شخص آخر!! 
فاجأني بقوله وقد كنت احترمه لأنه كان من أسرة التربية والتعليم، ومهمته نشر العلم 
والمعرفة وتدريسهما لتلامذته، فكيف يبخل بمعلومة على مجتمعه الذي ينتمي اليه؟ 
وكيف يبحث عن الاستحواذ على المعلومات لوحده لاحتكارها في الاستعمال والاستفادة؟
لم أجد جوابا على ذلك سوى الرجوع الى الاصول التي نبعت منها هذه الذهنية المريضة،
وهذه التصرفات البغيضة ألا وهي الثقافة البالية المنحطة التي ورثناها عن قرون طويلة 
من الظلم والظلمات، والخوف والنزاعات، والفوضى والانكسارات...